مكة من البادية إلى الحاضرة

قلم معاد
01/05/2023



جغرافياً تقع في جهة الغرب من المملكة العربية السعودية؛ في بطن وادٍ ضيِّق طويل، من أودية جبال السراة، غير ذي زرْع، يسمِّيه المكيُّون وادي إبراهيم وتبعد مسافة مئة وعشرين كيلومتراً عن مدينة الطائف من جهة الشرق، وتبعد عن المدينة المنورة مسافة أربعمئة كيلومترٍ من جهة الجنوب الغربي، وتبعد مسافة اثنين وسبعين كيلومتراً عن مدينة جدة والبحر الأحمر.

 و فلكياً تقع على خط طول (39،49،46) درجة شرق خط جرينتش، وعلى دائرة عرض (21، 25،19) درجة شمال خط الاستواء، أمّا مناخها فهو مناخٌ صحراوي حارٌ جاف؛ حيث ترتفع الحرارة فيها ارتفاعاً شديداً في فصل الصيف، ويكون مناخها دافئاً في فصل الشتاء بسبب بطء حركة الهواء فيها ، ووقوعها في المنطقة المدارية 

ولكن أنعم الله على أهلها بقربهم من الأجواء الساحلية التي تبعد ٨٠ كيلو تقريبا عن البحر الأحمر وأيضا بقربها من الأجواء الباردة في جبال الهدا والتي تبعد عنها ٤٥ كيلو تقريبا 

كان العصر الذي أعاد فيه إبراهيم الخليل بناء الكعبة المشرفة بداية عصر السكن والاستيطان بمكة ، حيث كانت قبل طوفان نوح عليه السلام يقصدونها الناس للطواف فقط حول الكعبة دون أن يقيمون فيها لعدم توفر الماء حينها وظلت طيلة ٣٠٠٠ عام تقريبآ أي منذ طوفان نوح وحتى مجيى إبراهيم عليه الصلاة والسلام إليها وادي مهجور من السكان

وبعد ظهور زمزم صار الناس يقصدونها ويقيمون فيها أياما وربما سنوات نظراً لإزدهار الحياة فيها ولكن مع ذلك ظلت مكة منذ عهد إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام وحتى عهد قصي بن كلاب عبارة عن بادية يسكن سكانها الخيام

الإنتقال من البداوة للحضارة

وتذكر كتب التاريخ كيف نقل قصي بن كلاب مكة من بادية إلى حاضرة


زيد بن حكيم هو إسم قصي بن كلاب الحقيقي وقد سمته قريش قصيا لأنه أقصي عن مكة صغيرا وابوة هو حكيم بن مرة وكني كلابا لكثره كلاب الصيد عنده

توفي حكيم بن مرة وابنه زيد رضيعاً وكان قد جاء رجل من الشام من قضاعة إلى مكة قاصداً أن يتزوج من أهلها وقد تزوج فاطمة بنت سعد أم زيد وأخذها وابنها إلى الشام فتربى زيد وترعرع في الشام ربيبا على يد زوج أمه الذي كان يناديه بأبي حتى كبر قليلا ثم حصل بينه وبين زوج أمه خلاف فقال له أنت لست ولدي فصعق زيد وذهب لأمة ينشدها عما يقوله زوجها فقالت له 

إن أهلك خيراً من أهله

وبلدك خيراً من بلده

إذهب إلى مكة فثم أهلك

فترصد زيد أول قافلة تسير به من الشام إلى مكة التي غادرها رضيعاً ولا يعرف فيها شيئا ، ولما وصل مكة سأل عن اشرافها فعرفهم بنفسه أنه زيد بن حكيم بن مره ففرحوا بعودتة فرحا شديدا ونظراً لثقافته المتقدمة بحكم حياته بالشام وسموه قصي و جعلوه شيخاً عليهم ياتمرون بأمره فكان عهد قصي هو أول عهد لمكة بالحداثة حيث قام بعده تغييرات اجتماعية واقتصادية و عمرانية حيث بنيت في مكة الدور بدلا من الخيام وكانوا يبنون بيوتهم بشكل دائري حتى لا تشبه الكعبة وبدأ الناس يتوافدون إلى مكة أكثر من قبل 


ومنذ ذلك العصر تحولت مكة من بادية إلى حاضرة ولم تأخذ زهوتها إلا بعد مجي المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي استثمر وسخر الخيرات التي تفجرت في الجزيرة العربية لخدمة الحرمين الشريفين.



أفضل برامج استضافة المواقع الإلكترونية

https://hostinger.ae?REFERRALCODE=1E59498