أول قرية سكنت في الأرض

قلم معاد
01/25/2023


يعتقد الكثير من الناس حسب كتب الاخباريين أن الكعبة بنتها الملائكة وهذا مناقض لقول الله تعالى:


   ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكًا وَهُدًى لِلعالَمينَ﴾


فالكعبة أول أمرها أنها وضعت من لدن الله عز وجل ولا ندري هيئة هذا الوضع ولم تبنى من جديد إلا في مراحل آتية 

مكة او قرية تسكن في الأرض لذلك سميت أم القرى :

بعد نزول آدم وزوجته إلى الأرض واستبدال لباس الجنة بلباس جلود الانعام كانت لا تزال نتائج ندمه بارزة برغم توبتهما بقولهما:


   ﴿قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ﴾


فقد استوحش آدم حياة الأرض ويريد مكان ينفس فيه عن صدق توبتهما 


فكان أن الله عز وجل أنزل ياقوتة من ياقوت الجنة وضعت في موضع الكعبة وأمر آدم أن يتوجه إلى مكة فيطوف حولها


قال قتادة :


 قال الله: يا آدم إني أهبطت لك بيتا تطوف به كما يطاف حول عرشي، وتصلي عنده كما يصلى عند عرشي فانطلق إليه آدم فمد له في خطوه وكان بين خطوه مفازة فلم تزل تلك المفاوز بعد ذلك فأتى البيت فطاف به أسبوعا فما أتمه حتى خاض في دموعه إلى ركبتيه ثم أتى موضع المقام وصلى فيه ركعتين وبكى حتى جرت دموعه على الأرض


أخذ الله الميثاق من ظهر آدم وذريتة بوادي نعمان بمكة :


عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:


«أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان- يعني عرفة- فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلا، قال :


 ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين 


وعن المعتمر بن سليمان قال :


سمعت أبي يحدث، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب في قول الله عز وجل: 


(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) قال:


 جمعهم فجعلهم أزواجا ثم صورهم واستنطقهم فتكلموا ثم أخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى فقال عز وجل: 


فإني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري، ولا تشركوا بي شيئا، سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي، وأنزل عليكم كتبي، فقالوا:


 شهدنا بأنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك، فرفع عليهم آدم ينظر إليهم فرأى الغني والفقير والحسن الصورة ودون ذلك، فقال: يا رب ألا سويت بين عبادك، فقال: إني أحببت أن أشكر، ورأى آدم الأنبياء فيهم مثل السرج عليهم النور، خصوا بميثاق أخرى في الرسالة والنبوة


موت آدم :

عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: 

صلى جبريل على آدم، كبر عليه أربعا وصلى جبريل بالملائكة يومئذ، ودفن في مسجد الخيف واحد من قبل القبلة ولحد له وكتم قبره.

وقال عروة بن الزبير: أتاه جبريل بثياب من الجنة وحنوط من حنوطها، فكفنه وحنطه وحملته الملائكة حتى وضعته بباب الكعبة وصلى عليه جبريل ثم حملته الملائكة حتى دفنته في مسجد الخيف بمنى

وقال ابن إسحاق: قبر عند منى أول قرية كانت في الأرض، قال: وبلغني أنه مات بمكة، وقال قوم: قبر في غار أبي قبيس 

  باب ذكر خلافة شيث أباه آدم عليه السلام واقامتة بمكة حتى وفاته

قد ذكر أن شيث بن آدم كان وصي أبيه وهو أبو البشر الثاني بعد أبيه فكل البشر من عقبه

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: 

«أنزل على شيث خمسون صحيفة وأنه كان نبيا وإلى شيث أنساب بني آدم كلهم اليوم، وذلك أن نسل سائر بني آدم غير نسل شيث انقرضوا. ولم يزل شيث مقيما بمكة يحج ويعتمر وجمع ما أنزل عليه من الصحف إلى صحف أبيه آدم فعمل بها

ذكر الأحداث التي جرت في ولاية شيث

من ذلك موت أمه حواء، فإنهم ذكروا أنها عاشت بعد آدم سنة ثم ماتت فدفنت مع آدم بمكة وأنهما لم يزالا هنالك حتى استخرجهما نوح وجعلهما في تابوت ثم حملهما معه في السفينة، فلما ذهب الطوفان ردهما إلى أماكنهما.

شيث أول من بنى الكعبة بالحجارة والطين :

ومن ذلك أن شيث بن آدم بنى الكعبة بالحجارة والطين. وقد زعم قوم أنه لم تزل القبة التي جعلت لآدم في مكان البيت إلى أيام الطوفان