إن أعظم ما كرم الله به بني آدم هو العقل 

فهو الفيصل بينهم وبين كل دابه :

﴿إِنَّ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ وَالفُلكِ الَّتي تَجري فِي البَحرِ بِما يَنفَعُ النّاسَ وَما أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِن ماءٍ فَأَحيا بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها وَبَثَّ فيها مِن كُلِّ دابَّةٍ وَتَصريفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ المُسَخَّرِ بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ لَآياتٍ لِقَومٍ يَعقِلونَ﴾

وأخبر سبحانة بأن شر الدواب هم الذين لا يستخدمون عقولهم لمعرفة الحقيقة :

﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ البُكمُ الَّذينَ لا يَعقِلونَ﴾

بل و ذم كل من لا يستخدم عقله للتثبت والتحقق والفهم :

﴿وَما كانَ لِنَفسٍ أَن تُؤمِنَ إِلّا بِإِذنِ اللَّهِ وَيَجعَلُ الرِّجسَ عَلَى الَّذينَ لا يَعقِلونَ﴾

وأن العقل هو أصل التكليف بالعبادة :

   ﴿كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَعقِلونَ﴾

ولك أن تتخيل بعد كل هذا الحث والتحفيز لإستخدام ما حباك الله إياه من نعمة أن عقلك هذا لن تستخدمه لإنجاز أعمالك ولن تلجأ إلية عند القيام بمهامك ولن تستمتع باعجازاته إلا في هذه الدنيا!!

فلن تكون في الآخرة بحاجه له لأن حينها ستحاسب على ما أنتجه عقلك من أعمال حسنه أو سيئة 

ولكن أعلم أن الله لم يخلقك عبثا أو إرهاقا لك بل سهل ويسر لك كل الأدوات اللازمة والتي توصلك لإنتاج عقلي غاية في الإبداع 

وبلغ إكرامه سبحانه لك بأن جعل كل ماتراه عينك أو تسمعه أذنك أو حتى مالم تراه ومالا تسمعه أو تحس به من كل المخلوقات والكائنات الساكنات منها و المتحركات هو مسخر لك ولعقلك المثير للعجب قال تعالى :

﴿أَلَم تَرَوا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ ..﴾

   ﴿وَسَخَّرَ لَكُم ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ جَميعًا مِنهُ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ﴾

فأفلا تستغل ذلك العقل النعمة المدهشة والذي لا يحتاج منك لإعادة شحن ولا مصاريف لإستخدامه أو حتى جهد لاستغلاله؟